في السابع والعشرين من نيسان الجاري تحتفي مسابقة منتدى MIT للشركات الناشئة في العالم العربي بعامها العاشر. عشر سنوات على إنطلاقة هذه المسابقة التي آمنت بالطاقات العربية والمواهب المبدعة ووضعت نصب أعينها تحقيق هدف المساهمة في الإستثمار في رواد الأعمال الجدد، ووضع القاعدة الصلبة لإقتصاد الغد، إقتصاد قوي يقوم على الأفكار المبتكرة الجديدة واكتشاف مصادر جديدة للموارد وخلق فرص عمل ومحاولة تقديم تكنولوجيا وصناعات ومنتجات مبتكرة.
تعتبر رئيسة منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي هلا فاضل أن منطقة البحر المتوسط تواجه تحدياً هائلاً يتمثل في توفير مستقبل آمن يتسم بالقوة والازدهار لشبابه، ما ينعكس بالفائدة على مجتمعاته وعلى تنميتها الاقتصادية وتقدمها، مؤكدةً أنه لا يمكن للمرء أن يفكّر في مستقبل مزدهر للشباب دون مواجهة تحديين رئيسين: الأول هو التعليم، وكيفية إعداد الشباب لوظائف الغد التي ليس لها وجود اليوم، والآخر هو بناء اقتصاد الغد.
وتشير فاضل الى أن ما قام به منتدى MIT على مدى العشر سنوات الماضية ومن خلال المسابقة التي أطلقها لأفضل الشركات الناشئة في العالم العربي، ساهم الى حد كبير في وضع آلية وتوفير الأدوات لمساعدة ودعم رواد الأعمال الشباب في المنطقة لمشاركة أفكارهم والتواصل مع الصناديق الإستثمارية وبالتالي تحويل هذه الأفكار والمشاريع الى قصص نجاح وشركات ناشئة حققت وجود لها على خارطة الإقتصاد الرقمي. إذ يعد الاقتصاد الرقمي أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وهو المحرك الرئيس للابتكار والنمو الاقتصادي للـ50 سنة المقبلة.
وتوضح فاضل أن مهارات وقيم ريادة الأعمال غاية في الوضوح وهي: حل المشكلات والتفكير النقدي والعمل الجماعي وتحمل المخاطر. وهذه الخصائص تختلف اختلافاً كبيراً عن المهارات التي توفرها أنظمة وبرامج التعليم الحالية في عالمنا العربي التي هي في حاجة ماسة إلى الإصلاح. كما أن التغيير ينطوي على تغيير في التوجه والعقلية وإشراك المجتمع بكامله وليس المؤسسات التعليمية وحدها.
مما لا شك فيه بأن مسابقة منتدى MIT لأفضل الشركات الناشئة في العالم العربي نجحت على امتداد السنوات في استقطاب الشباب العربي المبدع الذي وجد فيها منصة لعرض أفكاره وأحلامه وتحقيقها. ولقد شهدت نسخة العاشرة من المسابقة هذا العام إقبالاً غيرَ مسبوق لناحية عدد الطلبات المسجلة والتي بلغ عددها 8272 طلب اشتراك، بزيادة نسبتها 39% عن العام الماضي. وفي حين سجلت المسابقة مشاركة من مختلف الدول العربية، إلاّ أنّ مصر و المغرب و ليبيا و المملكة العربية السعودية تصدرت لائحة البلدان لناحية أعلى نسبة مشاركة. وتنوعت مضامين وقطاعات المشاريع المشاركة، لكنّ الإهتمام الأكبر انصبّ على المجالات التالية: البرمجيات والتعليم والرعاية الصحية والمجالات الإبداعية.
وستتوج المسابقة الفائزين بدورة هذا العام خلال الحفل الختامي في البحرين بمشاركة واسعة من نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال الرياديين في المنطقة العربية. وضمت قائمة المتأهلين الى المرحلة النهائية 74 فريقاً من 11 دولة عربية توزعت على الشكل التالي: مصر (22)، لبنان (11)، الإمارات العربية المتحدة (10)، الأردن (8)، تونس (6)، المغرب (5)، مملكة البحرين (3)، السودان (2)، ليبيا (2) والجزائر (1)، (9)، السعودية. وقد شاركت هذه الفرق في أنشطة تدريب تحضيرية أقيمت خلال شهر آذار الفائت في كلٍ من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة.
وبرز تقدم لبنان لناحية عدد الطلبات المقدمة، إذ أن 15% من الطلبات أتت من لبنان وهذا حسب فاضل دليل على صحة قطاع ريادة الأعمال القائم في لبنان.
وتتخطى قيمة جوائز المسابقة المالية الـ 160 ألف دولار أميركي، حيث سيتم اختيار ثلاثة فائزين في المرحلة النهائية في كل مسار من المسارات الثلاث، على أن يحصل كل فائز على جائزة مالية بالإضافة إلى مجموعة من جلسات التدريب العالية الجودة، والتوجيه والتدريب والتغطية الإعلامية وفرص ممتازة للتشبيك.
وترى فاضل أن الشباب يصبحوا مبتكرين للغاية في تلبية الاحتياجات ما داموا يمنحون الفرص الحقيقية لاكتشاف مهن جديدة وتفريغ طاقتهم في العمل. فقد كشف مسح استقصائي جديد عن أن الشباب يعتبرون نقص الوظائف والفرص هو الدافع الأول الذي يقف وراء استقطاب وتجنيد “داعش” لأقرانهم. فتوقيت التغيير المطلوب هو الآن تقول فاضل، فالاقتصاد الرقمي يعد قوة هائلة بإمكانها إمداد منطقة البحر المتوسط بفرص نمو اقتصادي غير مسبوقة إذا ما تم توظيف الاستثمارات المناسبة في التعليم وريادة الأعمال مع الإخذ بعين الاعتبار أن تنوع الموارد والمواهب في منطقة البحر المتوسط وموقعها الجغرافي يجعلانها مكاناً مثالياً للابتكار وريادة الأعمال.