قام خبراء بدراسة جديدة وشملت ١٢ ألف تلميذ في سن الخامسة عشر، لاختبار تأثير ألعاب الفيديو على تحصيلهم العلمي في مواد معينة.
وخلصت الدراسة التي اجرتها جامعة RMIT في مالبورن – أستراليا إلى أن التلاميذ الذين لعبوا بألعاب الفيديو حققوا معدلات عالية في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة. في حين أن الذين أمضوا الوقت نفسه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي حققوا نسب أدنى بعشرين نقطة. وعلى خلفية هذه الدراسة أصبح الأساتذة في استراليا يشجعون تلاميذهم على تمضية بعض الوقت في اللعب بهذه الألعاب.
وعن الأسباب يقول البروفيسور ألبيرتو بوسو أن ألعاب الفيديو تحسن من مهارات حل المشاكل وتفسير المسائل الحسابية. ولم تشمل الدراسة أنواع الألعاب التي استخدمها التلاميذ، لكنها أكدت أن الذين يلعبون حققوا نتائج أعلى بالاختبارات. وقال البروفيسور بوسو أن الأساتذة سيحاولون إدخال الألعاب في المنهج الدراسي بشكل يساهم في تحسين مهارات التلاميذ وأدائهم.
كما أكد على ضرورة صنع ألعاب تعليمية للمراهقين بسبب التأثير الإيجابي الكبير الذي قد تتركه، مشددا على أن شركات الألعاب تعمد إلى برمجة ألعاب تعليمية للأطفال فقط دون إعطاء أي شريحة عمرية أخرى أي أهمية.
وبالرغم من أنّ ألعاب الفيديو تعتبر من قبل الأكثريّة ذات تأثير سلبي، فان هذه الدراسة وغيرها من الدراسات حاولت اثبات العكس. فالتركيز على هدف معيّن لإصابته يمرّن الدماغ والعضلات لأداء أفضل في نشاطات الحياة الفعليّة. فلتمرينات الدماغ عبر ألعاب الفيديو التأثير نفسه لقراءة الكتاب أو ركوب الدرّاجة ووجود جائزة يحفّز اللّاعب على متابعة التطوّر.
وبحسب دراسة تمّ نشرها في مجلّة Nature عام ٢٠١٤ رأى الباحثون أنّ سباق السيّارات في لعبة فيديو يزيد من قوّة الذاكرة القصيرة المدى بالإضافة الى التركيز الطويل المدى لدى الكبار في السنّ. اما الأشخاص الذين يلعبون ألعاب حماسية وحركية فيقومون بإتخاذ القرارات بنسبة 25% أسرع من غيرهم. فهذه الألعاب تتطلّب السرعة في التفكير واتخاذ القرارات لتفادي التعرّض للقتل وهذا الأمر ينعكس على الحياة اليوميّة، إذ يتمتّع اللّاعبون الناشطون بقوّة ملاحظة وسرعة اتخاذ القرارات. وقد تمّت دراسة هذا الموضوع على مجموعة تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة وتمّ قسمهم الى قسمين، القسم الأوّل لعب ألعاب Action لمدّة 50 ساعة والقسم الثاني لعبة عاديّة أيضاً لمدّة 50 ساعة. وبعدها تمكّن لاعبو الأكشن من اتخاذ القرارات في الحياة اليوميّة بنسبة 25% أسرع من غيرهم.
وكشفت دراسة نُشرت فى مجلة الطب النفسى الجزيئى عام ٢٠١٣ إلى وجود العديد من المزايا لألعاب الفيديو. وأشارت الدراسة إلى أن ” ألعاب الفيديو تسبب زيادات فى مناطق الدماغ المسئولة عن التوجه المكانى، وتشكيل الذاكرة، والتخطيط الاستراتيجى، وكذلك المهارات الحركية الدقيقة”.
وقد أُجرى البحث بالاشتراك مع معهد “ماكس بلانك” للتنمية البشرية والطب هيدويغ – Krankenhaus ، وكلاهما يقع فى برلين . وأجرى العلماء التجربة على 23 شخاصا من البالغين الذين يلعبون سوبر ماريو 30 دقيقة يوميا لمدة شهريين . وقال سيمون كوهن، قائد الدراسة وعالم مع معهد ماكس بلانك: “إن هذه الدراسة تؤكد العلاقة بين لعب ألعاب الفيديو وبين فاعلية الدماغ، وهذا يثبت أنه يمكن تدريب مناطق محددة فى الدماغ عن طريق ألعاب الفيديو”، كما أثبتت أيضا أن كبار السن الذين يلعبون ألعاب الفيديو أقل عرضة للاكتئاب .
ويأمل الباحثون فى أن المعلومات المستقاة من هذه الدراسة يمكن أن تساعد فى توجيه استخدام ألعاب الفيديو والعلاج للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية، مثل اكتئاب مابعد الصدمة وانفصام الشخصية من خلال استهداف مناطق معينة من الدماغ .