بسام القنطار
شغلت لعبة بوكيمون غو “Pokémon GO” منذ طرحها رسميًا على متجري غوغل بلاي وابل ستورمطلع الشهر الجاري، الحكومات ورواد الالعاب الالكترونية ووسائل الاعلام. الجميع دون إستثناء يريد تجربتها ، لكن انطلاقها بشكل محدود في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا ونيوزيلندا، منع إنتشارها على مستوى العالم ، وعزز جميع اشكال التحايل والقرصنة من أجل تحميلها في الدول التي لا تزال غير متاحة ضمن متاجرها الألكترونية. ونجحت اللعبة بالتفوق على كاندي كراش، وحققت أرباحاً قياسية. واللعبة هي ثمرة تعاون بين شركة نيتندو مع شركة Niantic التابعة لشركة ألفابت ( غوغل سابقاً)، وسارعت كلتا الشركتين بإطلاق اللعبة للمزيد من الدول لتنضم المملكة المتحدة وألمانيا قبل أيام. وبالأمس تم طرح اللعبة ورسميًا لـ 26 دولة أوروبية جديدة وهي على النحو الآتي :”النمسا، بلجيكا، بلغاريا، كرواتيا، قبرص،التشيك ، الدنمارك، استونيا، فنلندا، اليونان، وغرينلاند، هنغاريا، أيسلندا، أيرلندا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، النرويج، بولندا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، السويد، وسويسرا”. ولم تشمل الاتاحة جميع دول اوروبا وأبرزهذه الدول فرنسا حيث لم يتم إطلاقها رسميًا، ربما لاسباب امنية، كذلك اليابان وهي الدولة الأم للعبة بوكيمون غو.
سيرفرات اللعبة تخذل اللاعبين في بيروت
الاحد الماضي اعلن عدد من المهتمين بهذه اللعبة عن حدث لاطلاقها في لبنان من خلال event على فيسبوك بهدف اصطياد البوكيمونات في العاصمة بيروت. ونقل موقع بالعربي بثاً حياً للحدث وقال مراسل الموقع ان سيرفرات اللعبة خذلت اللاعبين في بيروت ولم يتمكنوا من ممارسة اللعبة . وكان من المقرر ان يتم التجمع في اسواق بيروت، لينطلق المشاركون الى شارع الحمراء ثم الى عين المريسة، والعودة الى الوسط التجاري وذلك بهدف اصطياد اكبر قدر ممكن من البوكيمونات. ولاحقاً اعلنت صفحة “بوكيمون غو لبنان” ان العديد من اللاعبين تمكنوا من اللعب وعادت سيرفرات اللعبة الى العمل ولكن بشكل جزئي، وعلق احد اللاعبين على الخبر قائلاً: “لقد التقط snorlax عند جسر الضبية بالقرب من مطعم بابل”. ولم يخل النشاط من التسويق التجاري حيث اعلنت Dunkin Donuts انها ستقدم منتجاتها التي صممت على شكل لوغو اللعبة الى المشاركين.
تحذيرات عربية … والازهر لم يحرمها
اعلنت اكثر من دول عربية عن مخاطر أمنية مرتبطة بلعبة بوكيمون غو. وجاءت التحذيرات تحديداً من سلطات الكويت والامارات العربية المتحدة والسعودية. وحذر وكيل وزارة الداخلية الكويتية، الفريق سليمان الفهد، من عدم التعاون في تطبيق القانون على من يباشر تصوير مواقع ومنشآت حيوية محظور تصويرها، كالقصور الأميرية أو المواقع الحكومية والأمنية والعسكرية، أو المنشآت النفطية، وغيرها من دور عبادة ومساجد ومراكز تسوق، أو قواعد ومنشآت أمنية. وأشار الفريق الفهد إلى أن مخاطر التعاطي مع هذه اللعبة، يكمن في أنها تتطلب من المتعامل معها تصوير المواقع المحيطة به؛ حيث ترتبط الأجهزة المستخدمة بها بتطبيقات مباشرة عبر أجهزة الهواتف الذكية، تنقل صور المواقع إلى جهات خارجية. وأوضح أن وزارة الداخلية عممت على رجال الأمن عدم التهاون مع أي شخص يقترب عامداً أو غير عامد من مواقع محظورة، وسوف يتم التعامل الفوري بحقه وإحالته إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية، والتنسيق مع الجهات الأخرى بالإبلاغ عن أي تجاوز من هذا النوع؛ حيث لن تقبل الوزارة أية أعذار من مستخدمي هذه اللعبة الإلكترونية. منبهاً جموع الشباب إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية، وعدم الانسياق وراء ظواهر لا يعرف الهدف منها، حتى وإن كان ذلك من باب التسلية.
من جهتها حذرت وزارة المواصلات الكويتية مستخدمي الهواتف الذكية من الانجرار إلى تحميل لعبة «البوكيمون غو» إذ أعلن وكيل وزارة المواصلات، المهندس حميد القطان، أن الوزارة تبحث مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، سبل الحماية من مثل هذه الألعاب والتطبيقات التي قد تتسبب في الضرر لمستخدميها بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة؛ فمستخدمو هذه اللعبة عرضة للخطر ولحوادث الطرق نتيجة انشغالهم باللعبة خلال القيادة في الشوارع.
وفي الإمارات حذرت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الإتصالات مستخدمي الهواتف الذكية من استخدام المجرمين لألعاب الموبايل تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي مثل بوكيمون غو لاختراق خصوصية المستخدمين أو مراقبتهم في أماكن نائية للإعتداء عليهم وسلبهم أشيائهم.
وبحسب رويترز فإن متحدث باسم مجلس الوزراء المصري قال أن السلطات تحقق حول اللعبة وتسعى لتخفيف المخاطر المصاحبة لمثل هذه الألعاب. ومع أن لعبة بوكيمون غو لم تنطلق رسمياً في المنطقة العربية إلا أن المستخدمين لا يمكنهم الإنتظار لتجربتها وذلك عبر تحميلها بإستخدام طرق ملتوية مثل تغيير المتجر أو تحميلها كملف خارجي. بدورها قالت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية أنه على مستخدمي الأجهزة الذكية الحذر من التطبيقات والألعاب التي تستخدم تقنية تحديد المواقع الجغرافية أو تستخدم كاميرا الهواتف مثل بوكيمون غو. وترى الهيئة أن هذه اللعبة وغيرها تهدد بيانات المستخدمين وخصوصيتهم ويمكن إساءة استخدام المعلومات وتوظيفها فيما لا يخدم مصالح المستخدمين.
وتحدثت تقارير ان بوكيمون ظهر على الاهرام المصرية وفي المسجد الاقصى في القدس. وقال وكيل وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، إنه لم يحرم لعبة “البوكيمون”، لكنه أكد أنه يجب الحذر أثناء لعبها، وذلك بعد انتشار عدة تقارير صحفية نسبت إليه تحريم اللعبة واعتبارها مثل الخمر. وأضاف وكيل الأزهر: “الألعاب الإلكترونية شغلت الشباب ولعبت دورا في تسليتهم، ولكن الأمر تجاوز الحد في لعبة البوكيمون، لذا يجب الحذر منها”. وتابع: “قيل عني أني حرمت لعبة البوكيمون وهو أمر لم يحدث، وكذلك لم أقل إنها في درجة حرمانية الخمر، وكلها أمور غير صحيحة، وما صدر عني كتبه عبر صفحتي على فيسبوك”. واعتبر وكيل الأزهر أن “مثل هذه الألعاب فيها خطورة على حياة الإنسان، لأن البعض يسير في الشوارع دون أن ينظر أمامه ومشغول بشاشة تليفونه المحمول بحثا عن أمر ما، ما يعرضه للخطر، ولكن إذا كان الشخص سيلعبها في بيته للتسلية فهو أمر مقبول”.
ممنوع لعب بوكيمون غو في السفارات الاسرائيلية
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات إلى العاملين في سفاراتها في الخارج تطلب منهم عدم ممارسة لعبة “بوكيمون غو” عبر الهواتف الذكية داخل مقار العمل. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل ناهشون قوله “فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، علينا أن نلتزم الحذر”. مضيفاً أن من بين المسائل التي تمثل مشكلة في هذا الصدد إمكانية تصوير ما يدور داخل المكاتب على سبيل المثال، مشيراً إلى حظر استخدام هذه اللعبة أيضاً داخل وزارة الخارجية في القدس. بموازاة ذلك صرّح متحدث حكومي للصحيفة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي حظر أيضاً استخدام الجنود لهذه اللعبة في المواقع العسكرية، بسبب “المخاوف من تسرب معلومات عسكرية حساسة مثل الصور، فضلاً عن تحديد مواقع هذه القواعد”. إذ إن اللعبة تتيح التعرف على أماكن مستخدميها من خلال تقنية “جي بي إس” الخاصة بتحديد المواقع الجغرافية، وفي حال تفعيل الكاميرا يمكن للتطبيق أن ينقل عبر شاشة الهواتف الذكية صورة الأشخاص ومواقع تواجدهم والبيئة المحيطة بهم.
ما هي لعبة Pokémon Go ؟
هي لعبة واقع معزز مخصصة للهواتف المحمولة، تسمح للاعب بالتقاط، ومبارزة، وتدريب، وتبديل بوكيمونات افتراضية تظهر في العالم الحقيقي. وهي مجانية ولكنها ستدعم عمليات الشراء ضمن التطبيق. وتتمثّل اللعبة في التقاط كائنات البوكيمون وعند الانتهاء من التقاط أوّل بوكيمون يمكن الشروع في اللعبة، عندها يصبح المستخدم مطالبا بالتجوّل في الشوارع للبحث عن الكائنات المنتشرة مستعينا بالتطبيق الذي يظهر أمامه على شكل خريطة معدّلة للوصول إلى متاجر البوكيمون. اللعبة المستوحاة من الرسوم المتحركة ‘بوكيمون’، تعتمد على التقاط الكائنات المراوغة والتي يصبح العثور عليها أصعب تدريجيّا. وترتبط شخصيات “بوكيمون” بحقبة التسعينيات حيث أطلقت شركة نينتندو ألعاب فيديو خاصة بها حققت شعبية كبيرة وتحولت إلى مسلسل أنمي حقق نسب مشاهدة عالية عالميا وتمت دبلجته للغة العربية، ويدور المسلسل حول فتى يبلغ من العمر 10 سنوات يحمل اسم آش كيتشام يحلم بأن يصبح بطل البوكيمون في العالم. يوظف تطبيق اللعبة كاميرا الهاتف الذكي ليضع شخصيات بوكيمون الكارتونية في المكان الذي بتواجد فيه اللاعب. ويقوم التطبيق بتشغيل نظام تحديد الأماكن لكي يسهل عملية ظهور شخصيات بوكيمون. بعد تحميل هذا التطبيق، يأتي إشعار ينبه إلى أنه سيستخدم المعلومات الموجودة على حساب اللاعب في غوغل، ما أشعر البعض بالخوف من انتهاك خصوصياتهم.