سيلين كورنو
تسعى موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية التي تحتفي هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة على تأسيسها إلى الانفتاح بعد أكثر على النساء والبلدان النامية، مع الإبقاء على نموذجها المالي القائم على التبرعات، بحسب ما كشف مؤسسها جيمي ويلز في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
– تحتفي موسوعة “ويكيبيديا” هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة على تأسيسها. فبأي وضع هي وما هي “التحديات التي ينبغي لها مواجهتها؟
نحن نركز كثيرا على المستقبل، لا سيما في ما يخص نمو “ويكيبيديا” وعلى توفير نسخ من الموسوعة بلغات البلدان النامية. وهي مهمة جد شيقة بالنسبة إلى طاقم عملنا المتنوع والمنفتح جدا على العالم.
ولا تزال التحديات التي نواجهها هي عينها. فنحن نبحث عن محررين موهوبين وأشخاص مهرة للانضمام إلى طاقم عملنا ومساعدتنا على توسيع “ويكيبيديا”. ولا يزال عدد المساهمين على حاله منذ سنوات عدة. وهذا الركود لا يقلقنا كثيرا … فنحن لم نسع يوما إلى تشكيل أكبر طاقم عمل بل هدفنا هو تشكيل الطاقم الملائم وتسهيل اندماج الوافدين الجدد إليه.
وتتعاون “ويكيبيديا” مع ما بين 70 و 80 ألف مساهم منتظم كل شهر. وتوفر الموسوعة مقالاتها بـ 280 لغة، حتى لو كان عدد المواضيع المنشور في بعضها ضئيلا”.
– يعيش أغلبية المساهمين في “ويكيبيديا” في البلدان المتقدمة وهم بأكثريتهم من الرجال. فهل تحاول الموسوعة تغيير هذا الوضع؟
“يكمن هدفنا بتوفير نسخات باللغات جميعها وبالتعاون مع فرق عمل في أنحاء العالم أجمع … ومن المتوقع أن توفر للأشخاص الذين سيستخدمون الانترنت في خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة بواسطة هواتفهم الذكية خصوصا لغات لا تزال اليوم محدودة في “ويكيبيديا” وهم يتصفحون الانترنت ولا يخفون حماستهم لفكرة الاطلاع على الموسوعة بلغتهم الخاصة.
ونحن نستثمر كثيرا في تطبيقنا للأجهزة المحمولة … حتى لو كنا نعتبر أن إعداد المقالات على الأجهزة المحمولة يبقى معقدا جدا. ويقضي مشروع “ويكيبيديا زيرو” بالتفاوض مع مشغلي الاتصالات في البلدان النامية لتوفير نفاذ مجاني إلى “ويكيبيديا” من دون رسوم تفرض على البيانات.
ونحن ملتزمون أيضا بتحسين المساواة بين الرجال والنساء في “ويكيبيديا”، فالطاقم مؤلف بنسبة 80 % من الرجال وهذه مشكلة في نظرنا. والأسباب متعددة وراء هذا الوضع لكننا نأخذ المسألة على محمل الجد ونشجع النساء” على الانضمام إلى طاقمنا.
– يقوم النموذج المالي المعتمد في “ويكيبيديا” على التبرعات، فهل المعادلة مصعبة؟ وهل أثر رواج مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” على شعبية الموسوعة فباتت تعد بالية؟
“نحن جمعية لا تبغى الربح نحصل على أغلبية مواردنا من صغار الواهبين … وبالطبع، ليس من السهل حشد الأموال، لكننا نجمع مبالغ لا بأس بها. وندير الجمعية بطريقة محافظة جدا من الناحية المالية ونتوخى الحذر في ما يخص ممارساتنا ونحاول تشكيل صندوق احتياطي. وأنشأنا هذه السنة للمرة الأولى صندوقا للمخصصات. وهي مبادرة طويلة الأمد عملت عليها كثيرا وأنا متحمس جدا لها.
ومن ناحية أخرى، لطالما كانت تعد “ويكيبيديا” بالية حتى في بداياتها. فطاقمنا … يركز على نوعية المعلومات ونحن نبحث عن مصادر موثوقة ونتحقق من جميع الأحداث ونحاول البقاء على الحياد. وإذ كان منهجنا باليا بهذا المعنى، فنحن اعتدنا على ذلك”.
المصدر: أ ف ب